25/10/2011
السيد حمدي يحظيه
كانت القاعدة، خاصة التي تتواجد منها في الساحل، إذا اختطفت شخصا حتى لو كان شيخا في أرذل العمر مثل جيرمانو الفرنسي، فإنها تعلن ذلك وسريعا على شبكاتها وتتبنى المسئولية كاملة وشاملة، وتعتبر العملية انتصارا لها، فلماذا لم تعلن عملية خطف ثلاثة أجانب من المخيمات أم أنها تنتظر الإشارة من الأخ الأكبر؟
إلى حد الآن، أكثر من ثلاثة أيام بعد عملية الاختطاف، لم تعلن القاعدة رسميا- حسب علمي المحدود- عن تبنيها لعملية الاختطاف، رغم أن الرهائن وصلوا إلى مالي، عش بلعور وبلمختار وابزيد وعمر. أم ان هذه العملية ستكون مثل عملية مقهى مراكش، بلا متبني؟
وحتى لو أن القاعدة أعلنتها صراحة وبكل راحة اليوم أو أمس أو غدا فإن المخابرات المغربية هنا أو هناك: المخابرات المغربية هي التي اخترقت المكان، رسمته، وهي التي وقفت وراء العملية ومولتها، خاصة التخطيط الدقيق.
هل يُعقل إن تنظيم القاعدة المطارد المهزوم المختبئ في الصحاري قادر على إرسال عناصر منه إلى الرابوني بكل راحة كي تعيش في مؤسسة التشريفات مدة طويلة تسمح لها بالتعرف على من هم الذين يجب اختطافهم، وكيف وماذا يعملون وأين هي غرفتهم ومتى سيكونون وحيدين حتى يتم الانقضاض عليهم بسهولة.
إن سيناريو العملية بكل تفاصيله، من الألف إلى الياء، إذا تركنا جانبا السيناريو الجاهز أو ما يُسمى البصمات، هو عملية مخابرات بالدرجة الأولى تخطيطا واختراقا. إن الشيء الوحيد الأكيد والذي يجب ان نعترف به هو أن الإختراق حصل، وقامت به دولة قوية مخابراتيا ولها خيوط عنكبوتية، واستعملت فيه كل شيء. إن مجموعة خائفة منهكة، مثل القاعدة، لن تستطيع أن تنفذ عملا استعراضيا كهذا.
إن العملية تمت هكذا:
1) الاختراق المخابراتي للمكان جغرافياً – الرابوني بصفة عامة- منذ مدة طويلة.
2) الاختراق البشري وتجنيد شخص مثلا من الذين يستطيعون الوصول إلى المكان.
3) تنسيق كبير ولمدة طويلة بين المخططين والمنفذين.
4) لا يُستبعد اللجوء إلى أشخاص مرتشين لا علاقة لهم بالقاعدة بدل إرهابيين للقيام بالعملية.
5) العلمية ارتكزت على عمل مخابراتي هائل وتدريب ميداني لمدة طويلة على الخروج والدخول من المنطقة في الظلام.
وفي انتظار أن "تعلنها" القاعدة صراحة وتريحنا، وتقول أنها هي التي اختطفت الرهائن أو هي التي اشترتهم من المخابرات المغربية ومن يعمل لصالحها، فإن هناك الكثير منا من سيظل ينظر إلى إعلان القاعدة المفترض أنه غير معقول، وأن وراءه يد طولى.
لنترك تحليلنا نحن الذي قد يكون ضيقا وله عداوة تاريخية مع المخابرات المغربية ونقرأ مثلا، لا للحصر، ما قالته مصادر أخرى:
تصريح وزيرة خارجية أسبانيا الذي قالت فيه إن أي "اشتباه في أحد ما هو إلى حد الآن مجرد تخمينات".
أيضا مسارعة الصحافة المغربية إلى أتهام البوليساريو أنها وراء العملية.
ثم نصل إلى التحليل، خاصة تحليل الأستاذ الأسباني، كارلوس لويس ميغيل، في موقعه desde el atlántico . ما سيلي إلى الأخر هو مترجم عن الكاتب المذكور حرفيا:
I) الاستراتيجية المغربية:
1) إدخال عامل الإرهاب في صراع الصحراء الغربية:
منذ مدة يزعم المغرب أن تقارير الأمين العالم للامم المتحدة حول الصحراء الغربية تتحاشى ذكر الإرهاب. لقد قام المغرب بتنفيذ "ألف عملية وعملية" كي يدمج هذه الظاهرة( الإرهاب) في صلب الصراع، حتى وصل به الأمر إلى "اكتشاف" أسلحة وعتاد "لمجموعة إرهابية" مزعومة في أمكالا الواقعة في التراب الصحراوي المحتل.
2) إثارة شكوك حول أمن المناطق التي تديرها البوليساريو والجمهورية الصحراوية:
هذه الفكرة سبق وان أثارها المغرب عندما حصل اختطاف المتعاونين الأسبان في موريتانيا، في نفس الوقت الذي كان فيه المغرب يعيش أزمة كبيرة بسبب ترحيل امينتو حيدار. في تلك المرة وصل بالمغرب الأمر إلى القول أن من قام بالاختطاف قاد المختطَفين مرورا بالأراضي الصحراوية المحررة، وهو ما يعطي الانطباع أن الأراضي المذكورة غير مُسيطر عليها، لكن بعد ذلك ظهر أن ذلك كان مجرد افتراء.
بالنسبة للعملية الجديدة (اختطاف الأسبان من المخيمات) تريد الوصول إلى نفس الفكرة: إعطاء الانطباع أن البوليساريو والدولة الصحراوية لا يضمنان، بما فيه الكفاية، حماية هذه الأراضي ومن الأفضل أن تصبح في "يد المغرب".
انتهى تحليل الكاتب الأسباني.
إن القاعدة التي لا ينكسر كأس الآن في مقهى في العالم إلا قيل أنها وراءه هي شماعة تتم من خلالها تصفية حسابات جيو- سياسية، والمغرب يعرف هذا واستغلها هو كذلك في عملية اختطاف الأسبان من المخيمات: رشاها، تقاطعت مصالحه مع مصالحها، ساعدها مخبارتيا، وبالتالي تأخذ هي الغنيمة المادية ويأخذ هو الغنيمة السياسية وانتهى (مشات روايتي توكل لبسيس ومشات روايتك توكل لحشيش
0 comments:
Post a Comment