القرنين الثاني والثالث
أحدث الاجتياح الروماني لمناطق شمال إفريقيا تخلخلا في التركيبة الديمغرافية لسكان الصحراء الغربية. حيث قدمت من صحراء ليبيا ومناطق الشمال قبائل صنهاجة وزناتة البربرية واستقرت في الأرض الصحراوية. وفي مطلع القرن الثامن الميلادي وصلت هجرات عربية من شبه الجزيرة العربية إلى أرض الصحراء الغربية حاملة معها رسالة الإسلام. وقد قوبل الدين الجديد بقبول كبير من القبائل المحلية وانتشر بينها.
وكان لدور الداعية الإسلامي الشيخ عبدا لله بن ياسين موجه ومؤسس الدولة المرابطية منذ مطلع القرن الحادي عشر، أهمية كبيرة في تاريخ المنطقة، فبفضله عم المذهب المالكي الصحراء الغربية. كما رسخ المسلمون في بلاد الصحراء أساس نظام اجتماعي متطور وأنعشوا الحياة الاقتصادية هناك، وخاصة تجارة الذهب من مالي التي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم السودان.
وتوالت الهجرات العربية إلى الصحراء الغربية خلال الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر. فوصلت إليها قبائل من بني حسان وبني هلال عن طريق مصر وتغلغلت بواسطة سيطرتها في منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب ومجمل أراضي موريتانيا. وبفضل شدتها تزايد نفوذها وطبعت المنطقة بطابعها العربي الإسلامي المميز.
عرف الصحراويين قديما بنظامهم المتميز والمتمثل في مجلس ايت أربعين، بمعنى حكم الأربعين، وهو عبارة عن مجلس لأعيان القبائل تتم العضوية فيه على أساس الترشيح القبلي ورئاسته متداولة بين الأعضاء، وتصدر قراراته بالإجماع طبقا للأعراف والتقاليد وعلى قاعدة الشريعة الإسلامية.
أيت أربعين هي السلطة العليا التي تضم في تشكيلتها وجهأ الأعيان من كل القبائل الذين تفويضهم لتمثيلها. ويقوم المجلس بسن القوانين الملزمة للجميع ويسهر على الدفاع عن الوطن، تأمين المراعي، حضانة أبار المياه، الحفاظ على ألاماكن الصالحة للحرث والإشراف على توزيعها وحدود التماس مع الجيران. كما أنه مفوض للتفاوض باسم القبائل. وقد تختلف التأويلات لمعنى الاسم ( ايت أربعين ) أو مجلس الأربعين كما يسميه البعض، فهناك من يرى أن الاسم يدل على عدد الأعضاء حيث أنه كان يتكون من أربعين عضوا. وهناك من يرى أن كلمة أربعين مرتبطة بعمر العضو حيث لا تمكن العضوية في المجلس إلا بعد بلوغ سن الأربعين.
وهناك الكثير من المراجع تشير إلى تراث ايت أربعين المكتوب، ومنها ما ذكره الاسباني خليو كاروباروخا في كتابه دراسات صحراوية وكتاب جامع المهمات لمؤلفه المرحوم محمد سالم لحبيب الحسين، ونورد هنا نموذجا من التشريع الذي تبنته أيت أربعين في وثيقة مؤرخة في 24 ذو الحجة 1165 هجرية، والتي يؤكد فيها المجلس على انه من بين الأسباب التي دعت إلى قيامه:
1 ـ إقامة حدود الله.
2 ـ عدم وجود سلطان في الأرض غير سلطان القبائل.
3 ـ أهمية السلطة لما توفره من أمن وحماية للجميع.
وفي ما يلي مقتطفات من الوثيقة المذكورة: ... (وجعلوا أيضا فرائض فرضوها على من تحدى وخالف ما هو الأصلح بهم عقوبة له إذ لا يردع ولا يجزا إلا بها). ونذكر من بين هذه العقوبات ما يلي:
1 ـ من أتلف حرث غيره فعقوبته 5 مثاقيل فضة.
2 ـ من سل مكحلة ( من اشهر سلاح ) في وجه أحد فعقابه خمسة مثاقيل فضة، وإن جرحه فابن لبون من الإبل.
3 ـ من أكل أموال أخر ظلما فعقوبته وعقوبة من يساعده أبن لبون من الإبل لكل واحد ويرد للمظلوم ما أخذ منه.
4 ـ من منع الشريعة ( أي دعاه القاضي ولم تستجب ) يغرم بعشرة مثاقيل فضة.
5 ـ كل قبيلة تعلن العداوة لقبيلة أخرى تدفع عشرة نوق (عشراوات).
هذه البنود القانونية التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرنين ونصف من الزمن تبرهن أن الصحراويين لا يقبلون الفوضى ويرفضون شريعة الغاب. وكل دارس متأني سيجد أنها تمجد الإنسان والقيم الأخلاقية وتكتسي طابع شمولي وارتباط عميق بالشريعة الإسلامية الحنيفة كمرجع أساسي وعادات وتقاليد شعب عربي نبيل في تعامله ومعاملاته كعماد وركيزة ثابتة.
وبالرغم من صعوبة الظروف الطبيعية وتخلف وسائل الحياة عموما، قاوم الشعب الصحراوي العديد من المحاولات الأجنبية التي سببها الطمع في القوافل التجارية قديما والبحث عن مواقع استراتيجية على شوا طي أفريقيا التي اتجهت إليها الأنظار بعد النهضة الأوروبية ونظرا للأهمية الاستراتيجية للصحراء الغربية والمتمثلة في :
1 ـ موقع جغرافي يربط إفريقيا بأوروبا.
2 ـ قربها من جزر الكناري الاسبانية.
3 ـ شوا طي غنية بمختلف أنواع الأسماك.
4 ـ قنطرة عبور للقوافل التجارية شمالا وجنوبا.
هذه الأسباب وغيرها تفسرها المحاولات الاستعمارية المتتالية على الصحراء الغربية، على مر القرون الماضية والتي نذكر منها:
القرن الخامس عشر والسادس عشر:
وصول البعثات الاستكشافية الأوروبية إلى الصحراء الغربية، اهتمام البرتغال، وقوى أوروبية أخرى بالصحراء الغربية، تجارة الذهب وريش الطيور والصمغ العربي
1478: بناء أول مركز إسباني في الصحراء الغربية.
1572: دخول بعثات استكشافية كنارية في الصحراء الغربية.
1638: احتل الهولنديون إقليم وادي الذهب (Rio de Oro)، وهي التي سيتحكم فيها الإنجليز بشكل مؤقت عام 1665م.
1727: الهولنديون يسلمون الإقليم إلى الفرنسيين.
1767: توقيع معاهدة مراكش بين السلطان المغربي محمد بن عبد الله والملك الإسباني كارلوس الثالث، التي يقر فيها السلطان المغربي بأن لا سيادة له بعد وادي نون.
أواخر القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر:
ظهور أوائل الإسبان على سواحل الصحراء الغربية، الذين انطلقوا من جزر الكناري للقيام بالنشاطات نفسها التي قام بها البرتغاليون 1444 ـ المغاربة 1583 ـ الإيطاليون 1869 ـ الإنجليز 1872 ـ البلجيكيون1875 ـ الفرنسيون 1880 ـ الألمان 1883 ـ الاسبان 1884
مع نهاية القرن الرابع عشر، وصلت جماعات من البرتغاليون والاسبان إلى شوا طي الصحراء الغربية يحذوهم الأمل في الهيمنة على الطريق التجارية الصحراوية والسيطرة على منجم الذهب في مالي، وقد واجهتهم القبائل الصحراوية. ثم كان الاتفاق الأسباني ـ البرتغالي المعروف بمعاهدة ( ترويسياس) وفيها حصلت إسبانيا على حق إخضاع المنطقة الصحراوية.
والواقع أن علاقة إسبانيا بالمنطقة تعود إلى سنة 1525، حيث كان البحارة الكناريون يقومون بالتبادل التجاري ( المقايضة ) مع سكان الساقية الحمراء ووادي الذهب، وبموجب هذا الاحتكاك أصبح بعض السكان على إلمام نسبي باللغة الاسبانية.
ثم جاء مؤتمر برلين عام 1884 وفيه اقر الأوروبيون لأسبانيا بحقها في استعمار إقليم الساقية الحمراء ووادي الذهب. وبذلك حصل الأسبان على ما كانوا يحتاجونه لتشريع احتلالهم لمنطقة الصحراء الغربية.
الاستعمار الإسباني 1883-1973
1883: تشكيل الشركة التجارية الاسبانية الخاصة بإفريقيا والمستعمرات برئاسة الجنرال مانويل كاسولا بهدف تنمية العلاقات التجارية الاسبانية مع افريقيا وإنشاء مراكز تجارية وتنظيم خدمات القوات العاملة في المنطقة، وكان وراء تأسيس هذه الشركة عدد كبير من رجال الأعمال الذين كانت تدفعهم إلى ذلك الرغبة في الحصول على الربح التجاري من وراء توسع النفوذ الاسباني في أفريقيا.
بداية 1884: الشركة تقييم جسرا عائما في خليج وادي الذهب.
30 مارس 1884: الشركة الاسبانية تعقد اول اجتماع لها، والملك الاسباني الفونسو السابع يساهم في الشركة بمساهمة قدرها 300 الف بسيتا.
وفي يونيو 1884: الشركة تبعث ملتمسا لمجلس النواب الاسباني "الكورتس" تدعوه إلى العمل على انتهاج سياسة استعمارية اكثر ديناميكية في افريقيا.
10 يونيو 1884: مرسوم ملكي اسباني يضع كل الشاطئ الواقع بين الرأس الأبيض وبوجدور تحت مسؤولية وزارة ما وراء البحار في مدريد.
سبتمبر 1884: إرسال بعض الصيادين الكناريين للتفاوض مع سكان وادي الذهب والرأس الأبيض.
نوفمبر 1884: الشركة الاسبانية لأفريقيا والمستعمرات توفد مبعوثها "اميلو بونيللي"، الى الشواطئ الصحراوية قصد دراستها، وفي نفس الوقت حكومة "كانوفاس ديل كاستيو" توافق على دعم هذه المهمة.
28 نوفمبر 1884: توقيع اتفاقية بين اميلو – ممثل الشركة الاسبانية وسكان المنطقة، وبموجب الاتفاق تم إنشاء دار في الرأس الأبيض على الساحل الصحراوي لهذا الغرض.
26 ديسمبر 1884: بمقتضى المرسوم الملكي تم تأسيس لجنة "ريجيا للصحراء"، التي أقامت لها مراكز في مدينة الداخلة التي سمتها فيلا سيسينروس، واتخذتها عاصمة للمنطقة يتم منها الانطلاق إلى باقي الأقاليم .
يناير 1885: نفس الشركة تقوم ببناء مدينة بوجدور.
26 فبراير 1885: توقيع اتفاقية برلين الشهيرة حول تقسيم مناطق النفوذ في افريقيا بين القوى الاستعمارية.
09 مارس 1885: المقاومون الصحراويون ينظمون الهجوم على بنايات المدينة ويهدمونها ويقتلون العديد من الموظفين الاسبان، ويخربون عددا من المخازن للشركة الاسبانية.
1885: وحدة عسكرية تتمركز بمدينة الداخلة، وتتعرض لبعض الهجومات من طرف الصحراويين.
يناير 1886: قوة بحرية اسبانية تتمركز في جزر الكناري بهدف تقوية السيادة الاسبانية على الشاطئ الغربي من افريقيا.
مارس – ابريل 1886: الرحالة الاسباني، "بلاسكو دي كاراى" يقوم برحلة استكشافية لمنطقة الساحل الصحراوي الواقع بين وادي درعة في الشمال وراس بوجدور في الجنوب، ويوقع مع بعض زعماء القبائل الصحراوية اتفاقية بموجبها تصبح المنطقة تحت "حماية " الشركة الاسبانية.
1886: بدء المفاوضات بين فرنسا واسبانيا لرسم الحدود بين مستعمراتهما في إفريقيا.
26 أكتوبر 1886: اختتام محادثات اللجنة الفرنسة – الاسبانية المكلفة بوضع الحدود الفاصلة بين المستعمرات الفرنسة والاسبانية في باريس.
06 ابريل 1887: مرسوم اسباني بموجبه تم ضم 250 كلم من الدواخل الى سيطرة الإدارة الاسبانية الجهوية في الداخلة ومسؤولية الحاكم العام لجزر الكناري.
1898: الشيخ ماء العينين يشيد مدينة السمارة.
27 يونيو 1900: عقد اتفاقية باريس بين اسبانيا وفرنسا والتي بموجبها رسمت الحدود الشرقية والجنوبية لمنطقة وادي الذهب.
2 مايو 1905: هجوم صحراوي على الحامية الفرنسية بتجقجه في موريتانيا.
من مارس إلى سبتمبر1908: سجل الرائد الفرنسي غورو في مذكراته 125 هجوماً للمقاومين الصحراويين أدت إلى مقتل 200 جندي فرنسي من بينهم ثلاثة ضباط وخمسة ضباط صف.
14و 15 يونيو 1909: مئة وخمسون مقاوماً صحراوياً يخوضون معارك ضارية ضد الفرنسيين في جنوب الصحراء الغربية وكان نصر الصحراويين كبيراً وتم الاحتفال به في منطقة تيرس.
27 تشرين الثاني 1912: اتفاق فرنسي إسباني آخر يحدد حدود الصحراء الغربية.
10 يناير 1913: هاجم المقاومون الصحراويون حامية لبيرات الفرنسية مما أدى إلى مقتل 55 جندي فرنسي وغنم 105 بنادق و20.000 صندوق من الذخيرة و500 جمل كما استشهد 14 مقاوماً.
09 فبراير 1913: الضابط الفرنسي موري ينظم حملته المشهورة قصد متابعة الصحراويين في مجموعة قوامها 400 رجل والتي اجتازت الحدود الصحراوية بدون إذن مسبق وبعد ان عبرت القوة الفرنسية منطقة زمور هاجمت مدينة السمارة.
28 مارس 1913: احتلال مدينة السمارة من طرف القوات الفرنسية بقيادة الكولونيل موريت وتدميرها بعد حرق مكتبتها التي تحتوي على أكثر من 5000 آلاف كتاب ومخطوط يدوي.
1916-1920: شهدت المنطقة خلق مركزين تجاريين أسبانيين على الشواطئ الصحراوية.
1919: القوات الفرنسية تشرع في هجوماتها المضادة ضد الصحراويين انطلاقا من موريتانيا والجزائر.
1917: شملت حرب المقاومة كل التراب الصحراوي، ويكفي إلقاء نظرة على الرسالة المشفرة التي بعث بها القائد العام للقوات الفرنسية من سان لويس (السنغال) إلى كل وحداته، والتي جاء فيها: "اعتبروا أنفسكم في حالة الطوارئ القصوى ونفذوا في الحال مخطط الدفاع رقم: 2".
1920 : تكوين اللفيف الأجنبي بهدف مساعدة وحماية المصالح الاسبانية فيما وراء البحار.
30 اكتوبر 1920: "بنس" الحاكم الاسباني على وادي الذهب، يتلقى التعليمات من وزير الدولة باحتلال مدينة لكويرة، حيث توجه الضابط ومعه ثلاثة ضباط وخمسون جنديا من القوات الاسبانية لتنفيذ المهمة، وقام بوضع العلم الاسباني فوق المنطقة، وكان بنس وقتها مكلفا بمسؤولية المراكز الاسبانية الثلاثة في المنطقة ( طرفاية، الداخلة، لكويرة ).
الغزو المغربي
أكتوبر 1975: احتلال المغرب عسكرياً لبلدة اجديرية في الشمال الشرقي من أرض الصحراء الغربية والجيش المغربي يوجه 25000 جندي مغربي إلى الصحراء الغربية (أما إسبانيا فقد انسحبت باتجاه كل من العيون والسمارة والداخلة).
نوفمبر: مدريد تؤكد تشبثها بتقرير المصير، وتتعهد بالتزاماتها الدولية.
6 نوفمبر: الحسن الثاني يعطي أوامره بانطلاق "المسيرة الخضراء"، وتضم 350000 مغربي يزحفون باتجاه الصحراء الغربية بهدف الاستلاء عليها.
12نوفمبر 1975: الجمعية الصحراوية (البرلمان) تحل نفسها وتعلن انضمامها إلى جبهة البوليساريو وتعتبرها هي الممثل الوحيد للشعب الصحراوي.
14نوفمبر 1975: توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية، والتي تتخلى بموجبها إسبانيا عن إدارة مستعمرتها (الصحراء الإسبانية) لكل من المغرب وموريتانيا
8/20/23 فبراير: الطيران المغربي يقصف مخيمات الصحراويين بقنابل النابالم والفسفور الأبيض المحرمة دوليا، في كل من تفاريتي، قلتة زمور وأم دريغة.
1976
26 فبراير: إسبانيا تخرج (على عجل).
27 فبراير: إعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (في منطقة بئر لحلو).
28 فبراير: مدغشقر تعترف بالدولة الصحراوية.
4 مارس: تشكيل أول حكومة صحراوية، وهجمات عسكرية للجيش الصحراوي ضد قوات الاحتلال، حيث تقدم إلى داخل التراب المغربي.
انعقاد أول المؤتمرات الشعبية الأساسية: لانتخاب السلطات المحلية وتشكيل التنظيم الإداري القاعدي للمخيمات.
9 يونيو 1976: استشهاد الولي مصطفى السيد، مؤسس وأمين عام جبهة البوليساريو خلال هجوم على نواقشوط العاصمة الموريتانية.
أغسطس 1976: انعقاد المؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو وانتخاب السيد: محمد عبد العزيز أميناً عاماً للجبهة ورئيساً لمجلس قيادة الثورة.
1977: الانتقال النوعي في السياسة الصحية الصحراوية حيث تم تجاوز آثار النزوح والسيطرة على الوضع الصحي للاجئين وبناء المستشفى الوطني.
وضع اللبنة الأولى للمنظومة التربوية الصحراوية ووضع أساس المدرسة الصحراوية الجديدة ببناء مدرسة 12 أكتوبر الوطنية.
13ـ مايو 1977: المغرب وموريتانيا تبرمان معاهدة دفاع مشترك.
3 ـ يوليو 1977: الهجوم الصحراوي الثاني على عاصمة موريتانيا نواقشوط.
ديسمبر 1977: تدخل السلاح الجوي الفرنسي إلى جانب القوات الموريتانية ضد جيش التحرير الشعبي الصحراوي..
10يوليو1978: انقلاب عسكري في موريتانيا يطيح بالرئيس الموريتاني المختار ولد دادّاه.
12 يوليو 1978: الحكومة الصحراوية تعلن وقفا لإطلاق النار أحادي الجانب مع موريتانيا .
ـ غشت 1978: انعقاد مؤتمر الشعب العام الرابع الذي أكد استمرار الكفاح المسلح وحدد شرور السلام مع موريتانيا.
18 ـ يناير 1979: بدأ هجوم هواري بومدين العسكري بمعركة لمسايل التاريخية، والتي كان من نتائجها: التحول االنوعي في أسلوب القتال الصحراوي وبروز النواحي العسكرية لجيش التحرير الشعبي.
5 غشت 1979: توقيع اتفاق السلام بين جبهة البوليساريو وموريتانيا. المغرب يغزو عسكريا المنطقة الصحراوية التي أخلتها موريتانيا. الجمعية العامة للأمم المتحدة تدين الغزو المغربي الجديد في قرارها: 3734.
2 مايو 1980: الرئيس محمد عبد العزيز يعقد ندوة صحفية في الجنوب المغربي إثر هزيمة قوات أحُدْ المغربية بقيادة الجنرال أحمد دليمي.
ـ نهاية 1980: بعد هزيمة قوات الزلاقة وفشل كل التشكيلات الأخرى التي استحدثها المغرب لمواجهة فعالية وقتالية الجيش الصحراوي يلجأ المغرب إلى بناء الأحزمة الدفاعية لحماية ما أسماه بالمثلث النافع، الذي يضم العيون السمارة وبوكراع، حيث يتركز الفوسفات وغالبية السكان.
18 ديسمبر: الحكومة الإسبانية تعترف بالحقوق الوطنية للشعب الصحراوي وتطالب بتطبيق القرارات الدولية.
من24 إلى27 يونيو 1981: انعقاد مؤتمر قمة الوحدة الإفريقية في نيروبي وملك المغرب يقبل بإجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية.
1982: حصل المغرب على مائة مليون (100.000.000) مليون دولار من الحكومة الأمريكية كمساعدة لتغطية نفقات الحرب. ومنظمة الوحدة الإفريقية تطالب بإجراء مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو لتحضير ترتيبات استفتاء تقرير المصير وتصدر القرار (104.AHG ).
14-13 أكتوبر 1983: بعد تحرير القلتة وبئر انزران أصبحت نسبة 90% من الأراضي الصحراوية محررة (خارجة عن السيطرة المغربية).
27 سبتمبر 1983: صرح الحسن الثاني ملك المغرب بأنه يقبل الاستفتاء مهما كانت نتائجه.
12 نوفمبر 1985: الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تحتل مقعدها كعضو كامل الحقوق في منظمة الوحدة الإفريقية ،والمغرب ينسحب من المنظمة.
ـ من 7إلى 10 ديسمبر 1985: المؤتمر الخامس لجبهة البوليساريو، يعيد انتخاب السيد محمد عبد العزيز أمينا عاما للجبهة ورئيسا للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
أبريل ـ مايو 1986: بداية المساعي الخاصة التي تقودها منظمتا الأمم المتحدة والوحدة الإفريقية من اجل حل مشكل الصحراء الغربية.
31 أكتوبر 1986: الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بإجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع وتؤكد مجددا على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
17 فبراير 1987: لجنة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة تصادق على قرار لدعم الحقوق الوطنية للشعب الصحراوي.
24 سبتمبر1987: الأمم المتحدة تعلن رسميا عن إرسال بعثة تقنية إلى الصحراء الغربية بغرض فحص ترتيبات وقف إطلاق النار وإجراء استفتاء لتقرير المصير.
14 نوفمبر1987: المغرب يكشف عن سياسته الاستيطانية في المناطق الصحراوية التي يسيطر عليها.
30 أغسطس 1988: اتفاق مبادئ بين جبهة البوليساريو والمغرب على الاقتراحات المشتركة (بين الأمم المتحدة والوحدة الإفريقية)، والتي تتخذ أساسا لها آخر إحصاء أجرته إسبانيا عام 1974.
20 ديسمبر 1988: مجلس الأمن يصادق على القرار رقم (88/621) الذي يأخذ بعين الاعتبار اتفاق: 30أغسطس 1988.
1989: 74 دولة أقامت علاقات ديبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
5 فبراير 1989: وفد رفيع المستوى من جبهة البوليساريو يلتقي في مراكش مع الحسن الثاني ملك المغرب.
20 يونيو 1989: جبهة البوليساريو تطلق سراح 200 أسير حرب مغربي وملك ا لمغرب يرفض استقبالهم.
29 سبتمبر1989: إسبانيا تطالب الأمم المتحدة بإجراء مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو.
مخطط التسوية الاممي
27 يونيو1990: المصادقة بالإجماع على مخطط التسوية (القرار "90/658") من قبل مجلس الأمن الدولي.
29 أبريل 1991: تشكيل البعثة الأممية لإجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية وهي المعروفة باسم: المينورسو (MINURSO).
يونيو 1991: ينعقد المؤتمر الثامن لجبهة البوليساريو يعيد انتخاب السيد محمد عبد العزيز أمينا عاماً للجبهة ورئيساً للدولة كما يعيد هيكلة الجبهة بانتخاب أمانة وطنية من 55 عضواً بدل اللجنة التنفيذية التي كانت تتكون من سبعة أعضاء والمكتب السياسي.المكون من 25 عضواً.
12 أغسطس 1992: مجموعة من المينورسو رفضت من قبل السلطات المغربية، حيث كانت تحاول الانتقال إلى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
1991: بدء تنفيذ مخطط السلام، تصاعد العنف داخل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية (الواقعة تحت سيطرة المغرب)، حيث تم توقيف واعتقال مواطنين صحراويين من قبل أجهزة الأمن المغربية، انتهاك حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، بعض موظفي الأمم المتحدة يرفضون سياسة المغرب الهادفة إلى فرض الأمر الواقع.
ـ 6 سبتمبر 1991: إعلان وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو.
26 سبتمبر : "مسيرة خضراء " مغربية ثانية من خلال نقل مئات الآلاف من المغاربة إلى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
20 ديسمبر1991: استقالة السويسري جوهانس مانس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الذي رفض" المسيرة الثانية " والتصرفات اللاحقة التي قام بها الأمين العام خافيير بيريث دي كوييار.
19 يناير1992: بيريث دي كوييار، يدخل بشكل انفرادي مقاييس جديدة لتحديد هوية المصوتين خاضعا بذلك للضغوطات المغربية.
1992: الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، بطرس غالي، يعين الوزير الباكستاني السابق للعلاقات الخارجية، السيد يعقوب خان ممثلا خاصا في الصحراء الغربية.
ـ 28 يونيو1993: "مسيرة خضراء ثالثة " مكونة من مستوطنين مغاربة جدد تصل إلى مدينة العيون
4 نوفمبر1993: لجنة تحديد الهوية التابعة للمينورصو تبدأ الأعمال التحضيرية لتسجيل المصوتين الفعليين.
6 مايو 1994: السويسري جان لوك هيلد، العضو في المينورصو، يدين الاعتداءات المغربية في الصحراء الغربية وتحيز الأمم المتحدة.
ـ يونيو 1994: "المسيرة الخضراء الرابعة " وصول آلاف المغاربة إلى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، والمغرب يعترض على وجود مراقبين من منظمة الوحدة الإفريقية بهدف تأخير تقم عمليات تحديد الهوية.
28 أغسطس 1994: بداية عملية تحديد هوية المصوتين على أساس المعايير الخمسة الواردة في مخطط السلام.
22 أكتوبر 1994: لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر تبرزان العدد الكبير من المفقودين الصحراويين وتمادي المغرب في هذه السياسة.
ـ نوفمبر 1994: المغرب يحاول إدخال أسماء مغاربة في لوائح المصوتين بهدف الوصول إلى استفتاء تأكيدي لاحتلاله للصحراء الغربية.
25 فبراير 1995: الأمريكي، فرانك رودى، النائب السابق لرئيس لجنة تحديد الهوية، يكشف أن المينورصو "تحولت إلى أداة للهيمنة المغربية على عملية تحديد الهوية "ويدين "السلوكيات المافيوية " التي يقوم بها المغاربة.
"مسيرة خضراء " خامسة تتجه إلى الأراضي الصحراوية المحتلة.
– يونيو 1995: وصول بعثة من مجلس الأمن إلى الصحراء الغربية. المغرب يكرر محاولته إدراج 181000 شخص في لوائح الاستفتاء، ومن المعروف أن أكثر من 142000 هم مواطنون مغاربة لا تربطهم علاقة بالصحراء الغربية.
10 يونيو: اليوم الدولي للتضامن مع المفقودين والموقوفين الصحراويين.
ـ أغسطس 1995: انعقاد المؤتمر التاسع لجبهة البوليساريو.
3 نوفمبر 1995: اللجنة الرابعة للأمم المتحدة تؤكد مجددا على ضرورة إجراء استفتاء حر، عادل ونزيه، بعيدا عن أي ضغوطات إدارية أو عسكرية، وتشير إلى ضرورة الدخول في مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع.
19 نوفمبر 1995: أسرى الحرب الذين أطلق سراحهم في مايو 1989 نقلوا إلى المغرب على متن طائرتين عسكريتين للولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين، وقد رافقهم ممثلون ديبلوماسيون لهذين البلدين ومندوبان عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
9 فبراير 1996: رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يصرح قائلا "لا نريد عملية استفتائية وسخة، نرفض أن تتحول الأمم المتحدة إلى ضمانة للأمر الواقع المغربي".
مايو 1996: مجلس الأمن الدولي يقرر إيقاف عملية تحديد الهوية، وسحب لجنة تحديد الهوية وتقليص التواجد العسكري المينورصو.
31 أكتوبر 1996: السلطات المغربية تطلق سراح 66 أسير حرب صحراوي بعد تدخل حكومتي الولايات المتحدة وألمانيا.
ـ ديسمبر 1996: جبهة البوليساريو تؤكد "بأن استئناف تطبيق مخطط السلام في الصحراء الغربية مرهون بالعودة إلى روح ونص مخطط التسوية الذي وافق عليه الطرفان في أغسطس من عام 1988وصادق عليه مجلس الأمن 1991/1990 ".
1997: الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، السيد كوفي أنّان، يعين وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، السيد جيمس بيكر، مبعوثا خاصا إلى الصحراء الغربية.
23 أبريل 1997: السيد بيكر يبدأ جولته الأولى في المنطقة للقاء مع السلطات المغربية والصحراوية ومع الدولتين المراقبتين لمخطط السلام، الجزائر وموريتانيا. وجبهة البوليساريو تفرج عن85 أسير حرب مغربي كمبادرة إنسانية.
يونيو ـ يوليو 1997: مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب في لندن ولشبونة تحت رعاية المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي السيد جيمس بيكر وبحضور البلدين المراقبين: الجزائر وموريتانيا.
16-14 سبتمبر 1997: التوقيع على اتفاقية هيوستون من طرف المغرب وجبهة البوليساريو.
ديسمبر 1997: بدء المرحلة الثانية من تحديد الهوية.
ـ يونيو 1998: فشل المناورة المغربية التي استهدفت محاولة إعادة النظر في عضوية الجمهورية الصحراوية في منظمة الوحدة الإفريقية.
03 سبتمبر 1998: انتهاء المرحلة الثانية من تحديد الهوية، حيث تم تحديد هوية 87238 لتضاف إلى 60110 الذين تقدموا في المرحلة الأولى، أي أن مجموع من حُددت هويتهم في المرحلتين: 147348.
ـ أكتوبر 1998: جولة الأمين العام الأممي في المنطقة التي عرض خلالها مقترحات لتجاوز الخلاف حول تحديد هوية القبائل محل الخلاف.
ـ يونيو 1999: بدء عملية تحديد هوية القبائل محل الخلاف.
يوليو 1999: نشر لوائح المؤهلين للتصويت الخاصة بالمرحلة السابقة.
ـ أغسطس1999: انعقاد المؤتمر العاشر لجبهة البوليساريو والذي أعاد انتخاب السيد محمد عبد العزيز أمينا عاماً للجبهة من بين ثلاثة مرشحين للمنصب وجدد التأكيد على مواصلة الكفاح حتى تحقيق الاستقلال.
23- سبتمبر 1999: انتفاضة جماهيرية صحراوية احتجاجاً ضد التواجد المغربي في الصحراء الغربية، انطلقت من العيون العاصمة لتشمل كل المدن والبلدات والقرى الصحراوية المحتلة وبعض مدن الجنوب المغربي لتستمر أكثر من ستة اشهر.
ـ نوفمبر 1999: جبهة البوليساريو تطلق سراح 106 أسرى حرب مغاربة بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم.
17- يناير2000: نشر لوائح المؤهلين للتصويت من القبائل محل الخلاف.
27 فبراير 2000: الرئيس محمد عبد العزيز يؤكد في كلمته بمناسبة العيد الرابع والعشرين للجمهورية الصحراوية، أن هذه الأخيرة ستطلب العضوية في الأمم المتحدة إذا ما استمر المغرب في عرقلة تطبيق مخطط السلام الأممي الإفريقي، ويناشد الملك محمد السادس إرساء قواعد للتعاون الصحراوي المغربي مستقبلاً.
08 ـ 10 إبريل 2000: جولة جديدة للمبعوث الأممي السيد بيكر في المنطقة.
14 مايو 2000: جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب في لندن تحت رعاية السيد بيكر وبحضور البلدين المراقبين الجزائر وموريتانيا.
28 ـ 29 يونيو 2000: جولة أخرى من المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع البوليساريو والمغرب تحت رعاية جيمس بيكر وبحضور البلدين المراقبين في بون بألمانيا.
23- أغسطس 2000: تكوين جمعية جزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
22- ديسمبر 2000: أعلنت جبهة البوليساريو أنها ستستأنف العمل العسكري فور اجتياز رالي باريس دكار الحدود الصحراوية المغربية. حيث تعتبر ذلك خرقا فاضحاً لوقف إطلاق النار وإهانة للقضية الصحراوية وتطاولا على القرارات الدولية التي تعتبر أرض الصحراء الغربية منطقة نزاع ولا يمكن القيام بأي شيء فيها دون موافقة الأطراف (الأمم المتحدة ـ البوليساريو ـ المغرب) المسيرة للمنطقة
04 سبتمبر 2000: انعقاد ندوة وطنية للأطر الصحراوية في مدرسة 12 أكتوبر الوطنية تحت إشراف الرئـيس محمد عبد العزيز وقد افتتحها بكلمة قال فيها: " إن صبرنا لن يطول كثيراً، والشعب الصحراوي سيجد الوسائل الكفيلة بفرض حقوقه الشرعية في الحرية والاستقلال".
22- ديسمبر 2000: أعلنت جبهة البوليساريو أنها ستستأنف العمل العسكري فور اجتياز رالي باريس دكار الحدود الصحراوية المغربية. حيث تعتبر ذلك خرقا فاضحاً لوقف إطلاق النار وإهانة للقضية الصحراوية وتطاولا على القرارات الدولية التي تعتبر أرض الصحراء الغربية منطقة نزاع ولا يمكن القيام بأي شيء فيها دون موافقة الأطراف (الأمم المتحدة ـ البوليساريو ـ المغرب) المسيرة للمنطقة.
الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري من مواليد أكتوبر 1942.
تلقى تعليمه الأول على يد والده الشيخ سيدي ابراهيم بصيري قبل ان يتنقل بين مدارس تعليم القران وفي النصف الثاني من الخمسينات تحصل على شهادة الباكالوريا في العلوم الأصلية والآداب، وفي سنة 1959 سافر محمد سيد ابراهيم بصيري إلى القاهرة حيث درس بالأزهر الشريف لمدة سنتين إلا أن ميله للعلوم الحديثة حذا به إلى الالتحاق بجامعة دمشق اين نال الإجازة في العلوم السياسية، ومع عودته سنة 1965 إلى عائلته شرع الفقيد في العمل في جريدة خاصة تسمى الأساس، حيث تشكلت لديه رؤية سياسية واضحة دعمتها تجربته في المشرق.
وفي سنة 1967 أسس جريدة اسمها الشموع، الا انها لم تتجاوز إصداراتها ثلاثة اعداد سبب قرار السلطات المغربية إغلاقها والحجز عليها، رغم انها كانت تهتم بالمواضيع الشبابية فقط ولم تتناول الجوانب السياسية، الا موضوعا استثنائيا تحت عنون الصحراء للصحراويين.
وبعد ان أضحى الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري يمثل إزعاجا حقيقيا للسلطات المغربية قررت القبض عليه،إلا انه علم بذلك مما جعله يتنقل بين مدن جنوب المغرب لبعض الوقت قبل الالتحاق بمدينة السمارة،التي اعتقل بها من قبل أجهزة الاستعمار الاسباني وسجن لعدة أيام، ولولا ضغوط أفراد عائلته وبعض الوجهاء لسلمته السلطات الاستعمارية الاسبانية لأجهزة الأمن المغربية، التي كانت تبحث عنه آنذاك.
بعد الإفراج عنه ستبدأ مرحلة جديدة في حياته وفي حياة الشعب الصحراوي حيث كان لديه مشروعا واضحا شرع في تطبيقه بتعبئة المواطنين الصحراويين ووضع أسس الإعلان عن تنظيم يوحدهم ليقضي على قواعد السياسية الاستعمارية التي تقوم على تكريس القبلية والجهوية، وقد تجلى هذا التنظيم انذاك في تأسيس المنظمة الطليعية التي كانت بمثابة ردا صريحا على كل مؤامرات التقسيم.
مارس1970 محمد بصيري، يوجه مذكرة إلى الحكومة الاسبانية يطالب فيها بمنح استقلال الصحراء الغربية.
في ظل هذه الظروف ومن هذه المنطلقات التاريخية التحم الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري ورفاقه من اجل وضع اللبنات الأولى للمنظمة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب، التي استقطبت بعد نشأتها مباشرة أعدادا كبيرة من المواطنين الصحراويين، وخاصة داخل الأوساط العامة في الإدارة والأجهزة الاستعمارية، وانتهجت أسلوبا تنظيميا محكما شمل كل مناطق الوطن وأعطى ثماره بسرعة فائقة وهو ما مكن من حشد ذلك العدد الكبير من المتظاهرين يوم 17 يونيو 1970 في انتفاضة الزملة التاريخية، والتي انتهت ببحر من الدماء، واعتقال سيدي محمد بصيري ومئات المواطنين الصحراويين.
لقد كان تأسيس الحركة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مع نهاية الستينات حدثا بارزا في تاريخ الحركة الوطنية الصحراوية وفي المسيرة التاريخية للشعب الصحراوي،إذ كان لزاما انذاك إعادة قراءة التاريخ الوطني الصحراوي وصياغته من رؤيا وطنية صحراوية محضة وتأكيد استقلالية الشعب والوطن الصحراوي عبر التاريخ، وجعل هذا التاريخ منطلقا للاعتزاز والافتخار،وهو ما تفطن إليه الفقيد بصير من خلال وعيه الوطني بان عملية المصادرة التي خضع لها التاريخ الصحراوي ولا يزال من طرف الدول المجاورة وتغييب هذا التاريخ من طرف الاستعمار احد المعضلات الأساسية التي تعترض اي فعل وطني ناضج وعصري