وكانت عند استلام الجائزة قد أثارت بصراحتها حساسية لدى أخوة من المغرب ما كان لنا أن نتوقف عندها لولا أن 'القدس العربي' عودت قراءها على الصراحة والشفافية بعيدا عن كل حساسية طارئة أو مزمنة. إنها الممثلة نظيرة محمد التي شاركت مع صديقتها ميمونة في تمثيل فيلم 'دموع من رمال' للمخرج الإسباني بيدرو بيريز روسادو واستلمت جائزة اللؤلؤة السوداء بالنيابة عن الممثلة ميمونة التي حصلت على الجائزة كأفضل ممثلة في مسابقة 'آفاق جديدة' في الأفلام الطويلة. وقد خرج الوفد المغربي من الصالة احتجاجا على منح الجائزة وعلى تصريح الممثلة بأنها صحراوية وليست مغربية.
ـ فيلم 'دموع من رمال' أثار مشكلة، ماذا تحدثيننا عن دورك في هذا الفيلم، بعيدا عن المشاكل التي يمكن أن يثيرها؟
* 'فيلم 'دموع من رمال' من إنتاج إسباني، وقد مثلت فيه وكان أول عمل سينمائي لي، وهو يحكي قصة أختين واحدة منهما جاءت من إسبانيا، بعد أن كانت تعيش مع عائلة إسبانية لمدة 16 سنة، وأختها كانت ساكنة في مخيمات اللاجئين مع جمعيات. جاءت الأخت في العطلة الصيفية مع آخرين يساندون القضية الصحراوية، وكان السؤال الذي واجهها: هل تكتفي بزيارة عابرة لقبر والدتها أم تقيم مع أختها وأبناء شعبها؟ وفي مخيمات اللاجئين بدأت حياة جديدة مع أختها التي تعاني من مشكلة عرج من رجلها. وتبدأ العلاقة بين الأختين في هذه المخيمات. هذا العمل يصور واقع ما يعانيه أبناء الصحراء في هذه المخيمات ونحن نتطلع إلى اليوم الذي نحصل فيه على حقوقنا الوطنية. هذا أول فيلم أشارك فيه، فأنا لم أكن ممثلة من قبل لكن الفيلم حصل على نجاح كبير، لذلك أنا فرحانة بهذا النجاح'.
ـ بما أن دراستك في إسبانيا وأصولك من الصحراء، ماذا أضافت لك الثقافة والفنون الإسبانية إلى مخزونك من تقاليد الصحراء؟
* 'أنا أدرس في إسبانيا وأشتغل، وقد أقمت في مخيمات اللاجئين ولمست معاناة هذا الشعب وهو في حالة حرب لأكثر من 35 سنة، من هنا أشوف الحياة بنظرة ثانية، وأرى معاناة هؤلاء الناس في حياتهم وما يقدمونه للحصول على حقهم في الاستقلال. كذلك إسبانيا تعلمت منها الكثير في الثقافة والفن والنظام في الحياة، ومن يعيش ضمن التاريخ الأسباني الممتد إلى الحقبة الإسلامية وما تركته بالتأكيد يكسب الكثير من الغنى الفكري والروحي، وهذا يساعده في بناء حياة مليئة بالعمل الذي لا ينضب'.
ـ إذا كان العمل الأول الذي شاركت فيه حصل على جائزة في مهرجان أبو ظبي السينمائي، يعني هذا أنه يرسم لك مستقبلا متميزا بين نجوم السينما، ماذا سيكون تأثير الجائزة على عملك في المستقبل؟
*' لا أعرف ماذا أجيب وأنا أشارك لأول مرة في عمل سينمائي وأول مرة نأخذ جائزة أنا أو صديقتي على الدور الذي قامت به كل واحدة منا، أنا فرحانة جدا لا لأن الجائزة باسمي أو باسم صديقتي ميمونة بل نحن نمثل الشعب الصحراوي كله وقضية الشعب الصحراوي'.
ـ كم هو جميل بأن يلتزم كل واحد منا بقضية شعبه. ما يظهر عليك من محبة لهذا الشعب وقضيته، بدا واضحا من خلال تقديمك للدور على الشاشة؟
*' نعم أنا عشت أياما وحياة صعبة في مخيمات اللاجئين، وهذه الأيام تمشي معي وهي ساكنة في قلبي دائما ولا يمكن أن أنساها أبدا، لذلك لما قدمت الدور كان مرسوما في خيالي ووجداني وقدمت بكل عفوية ومصداقية لمعاناة أهلي في الصحراء'.
ـ كيف تكون عندك حب السينما والتمثيل؟
* 'كنت مع المتظاهرين من أجل الصحراء في إسبانيا رآني مخرج الفيلم، بدأ يسأل ويبحث عني، وأخيرا تم الاتفاق على أن أقوم بالدور المرسوم لي فيه، وحصل الفيلم على الجائزة'.
جائزة لفيلم لم يعرض
مما يذكر أن مسابقة 'آفاق جديدة' تشارك لأول مرة في مهرجان أبوظبي وقد ترأس لجنة التحكيم المخرج الإيراني بهمان قوبادي حيث حصلت الممثلة ميمونة على الجائزة، وقدرها عشرون ألف دولار دولار، مناصفة مع سونيا غويدس كأفضل ممثلة في المهرجان في أول دور لها في السينما. وعلى منصة الاحتفال عند تسلم هذه الجائزة، وجهت ضيفتنا الممثلة نظيرة محمد تحية إلى شعب الصحراء الغربية بمناسبة الفوز قائلة: 'هذه اللحظة مهمة جدا لشعبنا، شعب الصحراء الغربية'. وقد تم سحب الفيلم بعد أن كان مقررا عرضه على الجمهور، إلا أن الجميع فوجئ به يفوز بجائزة في المهرجان.
0 comments:
Post a Comment